"شؤون الأسرى": إسرائيل تفرض إجراءات عقابية قاسية بحق الأطفال المحتجزين

"شؤون الأسرى": إسرائيل تفرض إجراءات عقابية قاسية بحق الأطفال المحتجزين
محتجزون فلسطينيون داخل أحد السجون الإسرائيلية

أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين أن إدارة السجون الإسرائيلية تواصل فرض إجراءات عقابية قاسية بحق الأسرى الأطفال، في ظروف لا تقل قسوة عن تلك المفروضة على الأسرى البالغين منذ السابع من أكتوبر 2023. 

وتشير الهيئة إلى أن القاصرين محتجزون في زنازين عارية من أي مستلزمات أساسية، يعيشون في عزلة مضاعفة، محرومين من زيارة عائلاتهم، في ظل سياسة متعمدة لقطعهم عن العالم الخارجي.

وفي سجن مجدو، تتعمد الإدارة –بحسب الهيئة– إحضار الأسرى الأشبال إلى الزيارة وهم مقيدو الأيدي والأقدام، معصوبو الأعين، ورؤوسهم مغطاة بأكياس سوداء، حتى بعد وصولهم إلى غرفة الزيارة، تُبقي الإدارة على قيود الأقدام، وتربط الأيدي بطريقة تجعل حمل الهاتف للتواصل مع ذويهم مهمة شاقة، رغم مطالبات الطواقم القانونية بفك القيود أثناء الزيارة.

وأوضحت محامية الهيئة، عقب زيارتها الأخيرة للأسرى الأطفال، أن غرف الاحتجاز تفتقر لأدنى المعايير الدولية لحقوق الطفل وحقوق الأسرى، الزنازين تعاني من انعدام النظافة وانتشار الحشرات، وغياب التهوية والإنارة الملائمة، كما يتعرض القاصرون للإساءة اللفظية، والضرب، والعزل، وأشكال من التحرش الجنسي، إضافة إلى العقوبات الجماعية التي تزيد من معاناتهم.

هذه الممارسات تمثل، وفق خبراء القانون الدولي، انتهاكاً صارخاً لاتفاقية حقوق الطفل واتفاقيات جنيف التي تفرض على سلطات الاحتلال توفير حماية خاصة للأطفال في النزاعات المسلحة، وضمان معاملتهم بكرامة، وعدم تعريضهم للتعذيب أو المعاملة المهينة، ويؤكد حقوقيون أن القيود المفرطة والعزل والحرمان من الزيارات تشكل عقوبات جماعية ترقى إلى جرائم حرب.

صمت المجتمع الدولي

على الرغم من تكرار تقارير المنظمات الحقوقية المحلية والدولية التي توثق هذه الانتهاكات، لم تُتخذ إجراءات فاعلة لمحاسبة السلطات الإسرائيلية، ويشير نشطاء إلى أن غياب الضغط الدولي الجاد يعزز مناخ الإفلات من العقاب، ما يترك الأسرى الأطفال عرضة لانتهاكات متصاعدة.

وفق إحصاءات حديثة صادرة عن نادي الأسير الفلسطيني، يبلغ عدد الأسرى الأطفال في سجون إسرائيل نحو 200 قاصر، معظمهم محتجزون في سجني مجدو وعوفر.

ارتفاع وتيرة الاعتقالات

منذ اندلاع الحرب الأخيرة في أكتوبر 2023 ارتفعت وتيرة الاعتقالات في صفوف القاصرين، وتوسعت الإجراءات الانتقامية بحقهم، بما في ذلك تشديد القيود، تقليص الزيارات، وزيادة العزل الانفرادي.

وتشير منظمة اليونيسف إلى أن احتجاز الأطفال في بيئات غير إنسانية وحرمانهم من الاتصال بذويهم يلحق أضراراً نفسية وجسدية دائمة، ما يشكل تهديداً لمستقبلهم وقدرتهم على إعادة الاندماج في المجتمع.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية